كل ما تريد معرفته عن الفيروس المخلوي التنفسي وأسباب زيادة انتشاره هذا العام
س و ج عن الفيروس المخلوي (كتب: د. إسلام عنان)
نشر الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة مصر الدولية، مقالا كشف فيه أسباب انتشار الفيروس المخلوي التنفسي هذا العام مقارنة بالعام الماضي.
وكتب عنان، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عن ماهية الفيروس المخلوي التنفسي، والفئات الأكثر تأثرا به، ومعدل انتشاره، ومعدل الوفاة، فضلا عن فترة حضانته وطرق العدوى وغيرها.
اقرأ أيضا.. ما هى أعراض الفيروس التنفسي RSV وأسباب انتشاره بين الأطفال؟ .. إسلام عنان يجيب
الفيروس المخلوي التنفسي
وإليكم نص المقال على هيئة سؤال وجواب عن الفيروس المخلوي التنفسي:
(س) ما هو نوع الفيروس ؟
(ج) نوعه فيروس تنفسي موسمي قديم ويأتي كل سنة.
(س) ما الفئات الأكثر تأثراً به؟
(ج) الأطفال حديثي الولادة ثم الأطفال حتى سنتين وخمس سنوات ثم كبار السن فوق 65 سنة.
(س) ما معدل الانتشار؟
(ج) 97% من الأطفال يصابون بـRSV حتى سن سنتين وهذا طبيعي، ومن 0.5% إلى 2% فقط من الأطفال يحتاجون دخول المستشفى خصوصاً الأطفال الذين يعانون من الربو أو مشاكل بالقلب أو أمراض مناعية وكبار السن كذلك.
(س) هل معدل الوفاة مرتفع؟
(ج) مع إن هذا الفيروس هو السبب الثاني في وفيات الأطفال بعد الملاريا إلا أن معدله منخفض نسبيا (في دراسة في أمريكا كان المعدل للأطفال تحت سن سنة 2.4/100 ألف وكبار السن فوق 65 سنة 14.7/100 ألف)، ولو نسبنا ذلك لمصر حسابيا سيكون هناك نحو 40 وفاة للأطفال تحت سنة و800 وفاة فوق 65 سنة، وفي دراسة أخرى نفس الأرقام تموت خارج المستشفيات في الدول النامية فلا يتم حسابهم، وهذا الحمد الله نسبته قليلة ويمكن تفاديها في مصر لتصل إلى صفر وفيات لو اتبعنا الإجراءات السليمة في الوقاية والعلاج.
العبء الاقتصادي للفيروس
(س) هل هناك عبء اقتصادي بسبب الفيروس المخلوي التنفسي؟
(ج) تقريبا العالم يتكبد عبء بنحو 5 مليارات دولار بسبب الـRSV سنوياُ، وتمثل في أمريكا 85 ألف دولار للحالة الواحدة في حالة دخول المستشفى.
(س) ما هى فترة حضانة الفيروس؟
(ج): قبل ظهور الأعراض تكون تقريبا ٤ أيام والشخص ممكن يكون معدي بنسبة بسيطة قبل بداية الأعراض، ومعدي بعد اختفاء الأعراض بيومين لو كان من ذوي الأمراض المناعية.
(س) ما هى طرق العدوى؟
(ج) الفيروس يتنتقل مثل كوفيد عن طريق الرزاز من الأنف أو الفم أو بطريقة غير مباشرة عن طريق المصافحة أو بقاء الرزاز على الأسطح.
(س) ما هى الأعراض؟
(ج) تتراوح من أعراض البرد الخفيفة من سيلان أنف وحمى بسيطة والتهاب حلق وعطس، حيث يكون المرض شديدا لدى الأطفال الذين ولدوا قبل موعدهم أو المصابين بأمراض القلب أو الرئة أو ضعف جهاز المناعة، والمشكلة الأكبر تكون في انتقال العدوى للجهاز التنفسي السفلي، وأعراضها هى الحمى وصعوبة التنفس وازرقاق الجلد، وفي هذه الحالة لابد من الذهاب إلى المستشفى.
أما في الرضع فالأعراض ممكن تتفاقم لتنفس سريع وصعب، مع صعوبة التغذية والخمول الشديد، وفي حالة عدم العلاج قد تتفاقم الحالة إلى التهاب رئوي أو التهاب الأذن الوسطى أو الربو.
طرق علاج الفيروس
(س) ما طرق العلاج؟
(ج) لابد من الذهاب إلى طبيب وعلاج الأعراض، لأنه لا يوجد علاج مخصوص أو مضاد فيروسي للفيروس المخلوي التنفسيRSV ، وبعد أسبوع أو 10 أيام يتم الشفاء، وبما أنه فيروس فالعلاج بالمضاد الحيوي ليس له جدوى إلا لو هناك عدوى بكتيرية مصاحبة للفيروس وهذا ما يحدده الطبيب.
(س) ما هى سبل الوقاية؟
(ج) لا يوجد لقاح وبالتالي يجب أن يكون لدينا روتين سواء في كورونا أو أنفلونزا أو فيروس مخلوي، وهو إن الشخص الذي لديه أي بوادر أعراض أن يرتدي كمامة ولا يسلم على أي شخص، وعدم احتضان الأصدقاء أو زملاء العمل، وهناك بلاد كثيرة لديها هذه الثقافة والناس تتقبلها بصدر رحب.
كما يجب ارتداء الكمامة في الأماكن الزحمة والمواصلات وخصوصا في فصل الشتاء، أما الأطفال أقل من سنتين فيمنع منعا باتا تقبيل الأطفال من ذويهم أو الكبار عموما، لأنه من الممكن أن يكون حامل للمرض، إضافة إلى منع الاختلاط على قدر المستطاع مع أطفال رضع آخرين خلال هذه الفترة، ومنع تبادل الأدوات بينهم (مثل البيبرونة وخلافه)، كما أن الأطفال الذين ولدوا ورضعوا طبيعي ستكون مقاومتهم للفيروسات أحسن ومناعتهم أفضل.
سبب زيادة الانتشار
(س) لماذا انتشر هذا العام أكثر من السنوات الماضية؟
(ج) لما انتشر فيروس كورونا في شتاء 2020- 2021 أدى إلى ندرة الإصابة بالـ RSV سواء بسبب أن الفيروس السائد كان كورونا أو بسبب الإغلاق الذي اتبعته بعض الدول، والذي نتج عنه وجود أطفال ولدوا في فترة كوفيد ليس لديهم مناعة كافية ضد الـ RSV، وبالتالي أدى لموجة قوية هذا العام.
ووفقا لدراسة منشورة في LANCET، فإن معدلات دخول المستشفى في بريطانيا في أسبوع واحد من شهر ديسمبر في 2019 كان 3800 حالة بسببRSV ولكن في شتاء 2021 كانت نصف هذا العدد لنفس الأسبوع، وهذا العام غالبا عدنا إلى معدلات 2019 أو أكثر.
(س) هل نغلق المدارس؟
(ج) لا فالمسألة لا تحتاج إلا الوعي المجتمعي والمسئولية، كما أنه توجد معايير لأي فيروس حتى يحدث غلق للمدارس بسببه، وهى غير متوفرة في RSV، مثل معدلات دخول المستشفى أو معدلات الوفيات وحدوث مشاكل مترتبة على الفيروس بعد العدوى، وبالتالي لا داعي لغلق المدارس وبالتالي أيضا لن يكون وباء.
(س) ما الحل؟
(ج) لو ظهرت الأعراض يجب عدم الذهاب إلى المدرسة أو الحضانة حتى لا تنتشر العدوى، كما يجب إبلاغ المدرسة أو الحضانة لأخذ احتياطاتهم، كما أن المدارس تحتاج إلى قياس درجة حرارة الأطفال في الصباح، وإذا كان الطفل يعاني من السخونية يجب عرضه على طبيب المدرسة أو الممرضة ثم يعود إلى المنزل.