د. إسلام عنان يكتب: لماذا لا نخترع أدوية في مصر
تمتلك مصر 40 كلية للعلوم الصيدلانية وغيرها، لنفترض أن 20 كلية منهم تنتج سنوياً 10 أوراق بحثية سواء ماجستير أو دكتوراه وغيرها، ما يعني أن مصر تنتج على الأقل في مجال صناعة الدواء 200 ورقة بحثية في السنة، و2000 ورقة بحثية على الأقل خلال آخر عشر سنين بدون حصر أبحاث الدواء الصادرة من كليات الطب المختلفة.
اقرأ أيضا .. د. إسلام عنان يكتب: الطريق إلى إمداد وسائل الحياة لغزة
إسلام عنان
فما عدد الأبحاث التى تم تنفذها من 2000 بحث كفكرة أصلية مبتكرة معتمدة على البحث والتطوير للوصول إلى منتج مبتكر يشاهد الضوء، على مدار تاريخنا كانت النتيجة أقل من 5 جزيئات مبتكرة.
نحن غير مُجهزين حالياً للبحث والتطوير لمنتجات أصلية، حيث يتطلب ذلك خطة بحثية تكون أحيانًا خطة فى كل أنحاء البلاد عبر جامعات مختلفة، تعمل في فرق البحث ذات الأهداف المشتركة التي يمكن أن تستمر لمدة 15 عامًا لإنتاج جزيء واحد مبتكر ليس مجرد ورقة لمدة سنتين بهدف الحصول على درجة علمية.
خطة بحثية
ليس من السيئ أن نكون بلد غير منتج للأدوية المبتكرة، بالعكس إن الإصرار على ذلك مع عدم وجود بنية تحتية للابتكار هو هدر للوقت والموارد، الأفضل التركيز على خطة بحثية أخرى مثل العديد من الدول الأخرى ونركز أكثر على وضع خطط البحث والإصلاح التي تساعد في تحسين جودة الأدوية مع توجيهات أفضل ومراقبة الجودة، مع القيام بمزيد من البحوث حول استخدام الادوية الحالية وسلامته بعد الترخيص للادوية المثيلة، وأخيراً إجراء سجل قومي للأدوية، وتشجيع الجامعات والمراكز البحثية على حث الباحثين للقيام بأبحاث خارج المعامل، مثل أبحاث ومتابعة سلامة الدواء المحلي المثيل، ومراقبة الفاعلية لهم.
سيكون هذا أكثر فائدة من محاولة إضاعة كل الباحثين في الوقت داخل المختبرات التي تولد تجارب في غضون 2 إلى 3 سنوات فقط لصنع جزيئات جديدة من غير المرجح أن ترى النور.
الابتكار الدوائي
أما لو اخترنا أن نبتكر أدوية أصلية فيجب أن نضع خطة بحثية قومية (National Research Plan) ما بين كل الجامعات المصرية لبناء بنية تحتية بحثية لمدد طويلة للابتكار الدوائي لا تقل عن ٢٠ سنة، وتتيح للباحث العمل لمدة سنتين إلى خمسة في الخطة البحثية ضمن فريق بحثي كبير بدون أن ينتهي بمنتج نهائي ولكن ترس في ماكينة البحث العلمي.