الموقع الرسمي للدكتور اسلام عنان

إسلام عنان: المضادات الحيوية سبب الوباء القادم

قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة مصر الدولية، إن دور المضاد الحيوى هو مواجهة البكتيريا التى تدخل لجسم الإنسان مسببة المرض ومع ذلك فقد يؤدى تناول مضاد بكتيرى أقوى من اللازم لخروج جيل جديد من البكتيريا مقاوم لهذا المضاد، وبمرور الوقت تكتسب البكتيريا مقاومة لباقى أنواع المضادات الحيوية، وهى ظاهرة خطيرة.

اقرأ أيضا .. مشاركة دكتور إسلام عنان في النسخة الثانية من معرض ومؤتمر صحة أفريقيا

إسلام عنان 

وأوضح عنان، في تصريحات لصحيفة الأهرام، أن التقديرات الدولية تشير إلى وجود مليون و200 ألف حالة وفاة سنويا على مستوى العالم بسبب مقاومة المضادات الحيوية، كما أظهرت تقارير منظمة الصحة العالمية أن الوباء القادم سيكون بسبب عدوى بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية.

ونبه إسلام عنان، إلى خطورة عدم وجود لوائح واضحة داخل المستشفيات عن كيفية استخدام المضادات الحيوية، حيث تقوم بعض المستشفيات بإعطاء المريض أقوى مضاد حيوى إذا دخل لإجراء أى عملية طبية، كإجراء وقائى، ونتيجة لذلك ظهرت بعض تجمعات للبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية داخل المستشفيات مثل “مرسا”، وأصيب بها بعض المرضى الذين جاءوا لإجراء عمليات بسيطة كإزالة اللوزتين، وفى بعض الأحيان انتهت بعض هذه الحالات بالوفاة.

ولذلك يجب أن يتم التعامل مع البكتيريا وفق لوائح محددة ومتجددة، مثل رش المستشفيات كل فترة لقتل جميع أنواع البكتيريا، وتغيير نوع المضاد الحيوى شهريا حتى لا تعتاد عليه البكتيريا.

مشكلة جماعية 

وأشار عنان، إلى أن مقاومة البكتيريا للمضادات ليست مشكلة فردية، ولذلك يجب التوعية بخطورتها على مستوى المجتمع، ومن أجل ذلك قامت وزارة الصحة فى مصر بإطلاق الاستراتيجية الوطنية لترشيد استخدام مضادات الميكروبات “المضادات الحيوية” فى نوفمبر ٢٠٢٢، ومن خلال هذه الاستراتيجية أصبح لدينا نظام للترصد الرقمى الكمى والكيفى لأنماط استخدام واستهلاك المضادات الحيوية، وتم إطلاق أول منصة الكترونية لتتبع وترصد أنماط المضادات الحيوية.

اقرأ أيضا .. د. إسلام عنان يكتب: لماذا لا نخترع أدوية في مصر

وتابع إسلام عنان، “كما تم الاتفاق مع عدد كبير من المستشفيات فى مصر، لإعداد التقارير الخاصة ببرامج علاج العدوى البكتيرية للتعرف على شكل وحجم انتشار البكتيريا فى المستشفيات ونوعية المضادات الحيوية التى يتم إعطاؤها وآثارها الجانبية”، لافتا إلى حدوث اختلاف كبير داخل المستشفيات وخاصة الحكومية، بعد إدخال بروتوكولات الصيدلة الإكلينيكية حيث أصبح وجود الصيدلى بهذه المستشفيات ضروريا من أجل الموافقة على إعطاء الأدوية خاصة المضادات الحيوية.

سياسة واضحة 

ويطمح عنان، فى أن تكون لدينا سياسات صحية واضحة تجاه المضادات البكتيرية، وأن يتم الموافقة على هذه السياسات من مجلس النواب، لكى نمنع صرف أى مضاد حيوى من الصيدليات مباشرة، وأن يكون صرفه فقط بناء على روشتة مختومة وموثقة من الطبيب المختص، وليست الروشتة العادية الموجودة بالعيادات، ويكون مدوّن بها تشخيص الحالة وسبب الاحتياج للمضاد الحيوى وعدد جرعاته ومدة استخدامه، لكى يعود المريض بالمسئولية القانونية على من كتب المضاد الحيوى فى حالة إصابته بأى ضرر.

ودعا إسلام عنان، إلى تغيير ثقافة الناس والأطباء فى كتابة المضادات الحيوية، فضلا عن تغيير ثقافة الصيادلة فى إخراج المضاد الحيوى بالشريط أو العلبة، مؤكدا أن هذا التغيير يجب أن يتم بالتدريج وبسياسة واضحة حتى لا يتسبب فى خسائر كبيرة للصيادلة ولشركات الأدوية، لأن الحسابات الاقتصادية على المدى الطويل تشير إلى أن المنظومة الصحية من أطباء وصيادلة وشركات أدوية، ستحقق مكاسب أكبر عند ترشيد استخدام المضادات الحيوية لأن المضادات الموجودة حاليا يمكن أن تصبح غير صالحة للاستخدام ويتوقف بيعها بسبب مقاومة البكتيريا لها.

 

قد يعجبك ايضا