الموقع الرسمي للدكتور اسلام عنان

إسلام عنان: الأمراض غير السارية أصبحت السبب الأول للوفاة بالشرق الأوسط

قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إن الأمراض غير السارية تعد السبب الأول للوفاة في الشرق الأوسط.

إسلام عنان

أضاف عنان، في تصريحات لـ “جسور بوست“، أن هناك تحول كبير في خريطة الأمراض في الشرق الأوسط، حيث أصبحت الأمراض المزمنة غير السارية مثل أمراض القلب والسكري تشكل السبب الرئيسي للوفاة في المنطقة، فيما لا تزال بعض المناطق مثل اليمن وغزة تشهد تهديدات من الأمراض السارية مثل الكوليرا والتهاب الكبد الوبائي.

وأوضح إسلام عنان، أن معدلات السمنة وزيادة الوزن في المنطقة وصلت إلى مستويات خطيرة، مع دول مثل السعودية والكويت والإمارات التي تأتي في مقدمة الدول ذات النسب العالية، بينما تعد المنطقة من الأعلى عالميًا في معدلات الإصابة بالسكري، حيث تتصدر مصر والسعودية قائمة الدول المتأثرة.

أما أمراض القلب فهي السبب الثاني للوفيات في الشرق الأوسط بعد حوادث الطرق، بينما السرطان يمثل تهديدًا خطيرًا أيضًا، خاصة في ظل التشخيص المتأخر الذي يصل في بعض الدول إلى 40%.

وأكد إسلام عنان، أن الوقاية والتوعية الصحية تمثلان حجر الأساس في أي سياسة صحية فعالة، مشيرًا إلى أن كل دولار يُنفق على الوقاية يوفر 15 دولارًا في العلاج.

الأمراض غير السارية 

وتابع، “المبادرات الصحية التي أُطلقت في بعض دول المنطقة، مثل مبادرة ١٠٠ مليون صحة وصحة المرأة في مصر، أسهمت في خفض نسبة المراحل المتقدمة من سرطان الثدي، ومثل الخطوات الاستباقية التي اتخذتها السعودية والإمارات لتعزيز الصحة العامة، التي ساهمت في اكتشاف الأمراض المزمنة مبكرًا وتحسين جودة حياة المواطنين من خلال سياسات صحية استباقية”.

وفي ما يتعلق بتوفير الخدمات الصحية، أشار إلى أن ضمان الوصول العادل إلى الخدمات الصحية هو الأولوية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تؤثر على استيراد الأدوية في بعض دول الخليج، كما أكد على أهمية السياسات الضريبية لدعم الصحة العامة، مثل فرض ضرائب على المنتجات السكرية والسجائر، وهى سياسات لازالت غائبة عن معظم الدول العربية.

مفاهيم الصحة العامة 

وأضاف إسلام عنان، “كما ينبغي إدخال مفاهيم الصحة العامة في المناهج التعليمية”، مؤكدًا أن الوقاية تبدأ من الطفولة، وأشاد بالنماذج الناجحة في الإمارات والسعودية، التي دمجت مفاهيم الصحة العامة في التعليم المدرسي، بالإضافة إلى المبادرة المصرية التي تفحص أكثر من 10 ملايين طفل سنويًا لرصد مشكلات مثل السمنة والتقزم.

ولفت إلى أن التحدي الأكبر في القطاع الصحي لا يكمن فقط في حجم الميزانيات، بل في كيفية ترشيد الإنفاق الصحي، متحدثا عن جهود دول الخليج مثل مصر والسعودية والإمارات في وضع آليات صارمة لشراء الأدوية، وضمان جودة العلاج من خلال استخدام البدائل المثيلة.

وأشار إلى أن الحل الجذري يكمن في تغيير نمط الحياة والثقافة العامة، داعيًا إلى رفع الوعي الصحي في المجتمع عبر الإعلام والحملات المجتمعية، لأن الصحة مسؤولية مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص، والمواطن هو الأولوية الدائمة في أي استراتيجية صحية ناجحة.

قد يعجبك ايضا