هل تستفيد مصر من أزمة الحكومة البريطانية والشركات الدوائية الكبرى؟ إسلام عنان يجيب
قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إن تعليق شركات كبرى استثماراتها طويلة الأجل في مجال البحث والتطوير للابتكار الصيدلاني جاء بسبب خلافات مع هيئة الصحة الوطنية البريطانية حول سياسات تسعير وبيع الأدوية بداخل القطاع الحكومي.
إسلام عنان
أضاف عنان، خلال لقاء على قناة الشمس، أن بريطانيا لم تعد سوقًا جاذبًا للبحث والتطوير للأدوية المبتكرة، خاصة في ظل توجهها لزيادة الاعتماد على الأدوية المثيلة منخفضة التكلفة من دول مثل الصين والهند.
وأشار إسلام عنان، إلى أن الانسحاب يتعلق باستثمارات البحث والابتكار فقط، وهى الاستثمارات الموجهة لتطوير أدوية مبتكرة من الصفر، بينما لن يتأثر السوق المصري بشكل مباشر، لافتًا إلى أن هذه الشركات عادة ما تعيد توجيه استثماراتها إلى أسواق مشجعة للابتكار مثل الولايات المتحدة وألمانيا وسويسرا.
فرص مصر في سوق الدواء
وأكد عنان، أن الفرصة أمام مصر تكمن في تعزيز موقعها على الخريطة العالمية للأبحاث السريرية، خصوصًا بعد إصدار قانون الأبحاث الإكلينيكية والسريرية واللائحة التنفيذية المنظمة له، وهو ما يجعل مصر قادرة على جذب استثمارات بمليارات الدولارات في هذا المجال.
وأوضح أن مدينة “جبتو فارما” تمثل صرحًا دوائيًا كبيرًا مؤهلًا لاستضافة شراكات مع شركات متعددة الجنسيات لتصنيع الأدوية المثيلة محليًا، مشيرًا إلى أن مصر تحقق اكتفاءً ذاتيًا من الأدوية بنسبة 92%، وهو معدل يفوق بكثير نسب التصنيع المحلي في القارة الإفريقية التي تتراوح بين 5 و10%.
ولفت عنان، إلى أن استقطاب الأبحاث السريرية في مصر قد يدر عوائد تتراوح بين مليار إلى ملياري دولار كعملة صعبة، فضلًا عن إتاحة علاجات مبتكرة للمرضى داخل مصر مجانًا من خلال مشاركتهم في هذه التجارب، ما يحقق فائدة مزدوجة على المستويين الاقتصادي والصحي.
البحث العلمي في مصر
وأكد إسلام عنان، أن مصر تسير بخطى متقدمة نحو تعزيز البحث العلمي والتجارب السريرية ضمن خطتها الاستراتيجية حتى عام 2030، بما يفتح الباب أمامها لتصبح مركزًا إقليميًا للأبحاث الدوائية.
كانت مجلة نيتشر الأمريكية نشرت تقرير تناول أزمة تهدد مستقبل صناعة الدواء والبحث العلمي في بريطانيا على خلفية انسحاب شركات دوائية كبرى مثل استرازينيكا وسانوفي وإيلي ليلي من استثمارات بحثية كانت مقررة في السوق البريطاني.