إسلام عنان يوضح.. ما هو مرض التراكوما وكيف قضت مصر عليه؟
قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إن إعلان مصر خلوها من مرض التراخوما أو التراكوما، إنجاز صحي كبير يضاف إلى باقي ملفات انتهاء أمراض معدية عديدة من مصر مثل شلل الأطفال والملاريا والحصبة، وفيروس سي قريباً.
وأوضح عنان، أن التراخوما أو التراكوما، هو التهاب مزمن في العين تسبّبه بكتيريا الكلاميديا والعدوى تبدأ غالبًا في الأطفال، خصوصًا في الأماكن المزدحمة والفقيرة، والتي تشهد ضعفا في خدمات المياه والنظافة.
وأشار إسلام عنان، إلى أن البكتيريا تنتقل بسهولة جدًا عن طريق ملامسة إفرازات العين أو الأنف من شخص مُصاب، سواء باليد أو بالفوطة أو بالملابس، وعن طريق نوع من الذباب على العين والوجه، وتنقل الميكروب من طفل لطفل ومن بيت لبيت.
وذكر إسلام عنان، إلى أنه في البداية يشعر المريض بحرقان وإحمرار في العين، مع دموع وإفرازات، ومع تكرار العدوى سنة وراء سنة، يحدث تليُّف في الجفن من الداخل، ويبدأ الجفن ينقلب للداخل، والرموش تحتكّ بسطح القرنية مثل السلك الناعم، فتجرحه وتشوّهه.
وتابع، “لو ما اتعالجتش الحالة، المريض ممكن يفقد بصره عشان كده منظمة الصحة العالمية بتعتبر التراخوما أهم سبب معدٍ للعمى في العالم، ومع ذلك هو مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه لو اكتُشف بدري”.
وأوضح أن التراخوما تاريخيا كانت جزء متأصل من خريطة الأمراض المتوطنة في مصر وللأسف أثناء القرن الثامن عشر والتاسع عشر بعض المستشرقين أطلقوا على مصر “أرض العُميان” بسبب الانتشار الشديد للتراخوما بين سكان الريف والجنود الذين خدموا في مصر.
ومع دخول القرن العشرين، استمرت التراخوما مشكلة كبيرة في الريف المصري، خصوصًا في الدلتا والصعيد.
وفيما يتعلق بكيفية قضاء مصر على على التراخوما، فإنه خلال آخر عشر سنوات قامت وزارة الصحة المصرية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بعدد من الإجراءات أهمها إجراء مسوح وبائية في المحافظات المختلفة لقياس حجم المشكلة، تطبيق حزمة تدخلات تحت اسم استراتيجية SAFE:، إجراء جراحات سريعة لحالات انقلاب الجفن، مضادات حيوية في حملات واسعة، تشجيع غسل الوجه باستمرار، تحسين البيئة، خصوصًا توفير المياه والصرف الصحي في الأماكن المتوطنة.
وخلال الفترة من 2015 و2025، نفّذت وزارة الصحة مسوح ومتابعة منتظمة في كل محافظات مصر، وأظهرت الأرقام انخفاضًا كبيرًا في إصابة الأطفال بالتراخوما النشطة، وانخفاضًا شديدًا في المضاعفات المسبّبة للعمى عند الكبار، حتى انخفضت كل المؤشرات تحت الحدود التي وضعتها منظمة الصحة العالمية لتعريف “القضاء على التراخوما كمشكلة صحة عامة”.
وأشار إسلام عنان، إلى أنه في 12 نوفمبر 2025 أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميًا إن مصر أصبحت الدولة السابعة في إقليم شرق المتوسط، والـ27 على مستوى العالم، التي تنجح في القضاء على التراخوما كمشكلة صحة عامة، في إنجاز وُصف إنه تاريخي في مسار الصحة العامة في مصر والمنطقة ويحسب لإدارة الطب الوقائي ومكافحة العدوى كواحدة من أنشط الجهات في مصر.