إسلام عنان يشارك في جلسة فرص وتحديات مهنة الصيدلة بجامعة نيو جيزة
أدار الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة مصر الدولية، حلقة نقاشية حول فرص وتحديات مهنة الصيدلة وكيفية النهوض بالصناعة بين كافة الهيئات الحكومية والخاصة، خلال المؤتمر الذي عقدته جامعة نيو جيزة اليوم الأربعاء.
اقرأ أيضا.. إسلام عنان يكشف عن أهمية توطين صناعة اللقاحات في مصر
إسلام عنان
حضر الجلسة الدكتور أيمن الخطيب نائب رئيس هيئة الدواء، والدكتور طارق عبدالرحمن نائب رئيس هيئة الشراء الموحد، والدكتور هاني راشد نائب رئيس هيئة الرعاية الصحية، والدكتور جمال الليثي رئيس غرفة صناعة الأدوية، والدكتور رياض أرمانيوس الرئيس التنفيذي لشركة إيفا فارما، وعدد كبير من أساتذة وأعضاء هيئة تدريس وطلاب كلية الصيدلة بجامعة نيو جيزة.
من جهته، قال الدكتور إسلام عنان، إن الصيدلي لم يعد دوره مجرد صرف الدواء فقط وإنما أصبح له أدوار متعددة في القطاع الصحي، وخريجي كليات الصيدلة أمامهم فرص كثيرة للعمل الآن مقارنة بالماضي، وهناك 25 مهنة من الممكن أن يعملوا بها حاليا بداية من الأبحاث وحتى التصنيع والتسعير، خصوصا مع حوكمة القطاع الصحي والصيدلاني وإنشاء هيئات الدواء والشراء الموحد والاعتماد والجودة ونظام التأمين الصحي الشامل.
وأضاف عنان، أن هذه الفرص المتنوعة أمام الصيادلة تجعلنا نشير إلى أن عدد الصيادلة في مصر غير كافي، على عكس ما يقال بأن أعدادهم أكبر من المطلوب، مؤكدا علىى ضرورة التنسيق بين الهيئات المختلفة للارتقاء بالخدمة الصحية المقدمة للمواطنين بداية من تصنيع الدواء وحتى وصوله إلى المريض.
أسعار الدواء
وأوضح إسلام عنان، أن مصر تواجه تحديات في مسألة ترشيد استخدام الدواء ولابد من معالجتها وخصوصا سوء استخدام المضادات الحيوية، مشيرا إلى أن دور الصيدلي لن يختفي بعد ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي ولكننا نحتاج إلى مسايرة هذه التطورات التكنولوجية المتسارعة.
ولفت إلى أن نسبة ارتفاع أسعار الدواء الفترة الماضية بعد ارتفاع سعر الدولار لم تكن مناسبة مع ارتفاع التكلفة على الشركات، وعلى النقيض ارتفعت أسعار السلع الغذائية بشكل كبير وصل إلى 400 و500% .
ترشيد استخدام الدواء
فيما قال الدكتور أيمن الخطيب نائب رئيس هيئة الدواء، إن حل مشكلة ترشيد استخدام الدواء هو تطبيق القانون وخصوصا مسألة صرف الأدوية بالروشتة الطبية فقط، وهذا لن يحدث بشكل فوري ولكن تدريجيا، لأن توقف صرف الأدوية فورا سيؤدي إلى أزمة مع المرضى والشركات المنتجة على حد سواء، مشيرا إلى أن هذا الأمر سوف يستغرق وقتا طويلا ولكن مصر بدأت العمل عليه مؤخرا وبالذات ترشيد استخدام المضادات الحيوية ووضعت قواعد استرشادية لصرفها من الصيدليات.
ولفت الخطيب، إلى أن كل مدخلات إنتاج الدواء في مصر تأتي من الخارج ما يعني أنها مرتبطة بالدولار، ولذلك أسعار الأدوية تشهد تحركات متتالية الفترة الماضية، وهيئة الدواء تعمل على إحداث توازن بين زيادة الأسعار ومكاسب الشركات من أجل ضمان توفير الدواء في السوق، ولذلك مصر بدأت في توطين صناعة الخامات الدوائية مؤخرا لتقليل فاتورة الاستيراد، وهناك اتجاه لمنع استيراد أي دواء له مثيل فعال محليا.
الرعاية الصحية
وقال الدكتور طارق عبدالرحمن نائب رئيس هيئة الشراء الموحد، إن نظام شراء الأدوية في الماضي كان عبارة عن اختيار أحسن الأصناف بأرخص الأسعار، أما الآن أصبحنا نشتري الدواء الأكثر إفادة للمريض وله عائد اقتصادي أكبر للمجتمع والدولة وفقا لأحدث النظم التكنولوجية بغض النظر عن كونه غالي أم رخيص.
بينما قال الدكتور هاني راشد نائب رئيس هيئة الرعاية الصحية، إنه منذ إنشاء هيئة الرعاية الصحية انضمت إليها 300 منشأة من وزارة الصحة، ومنذ اليوم الأول بدأنا في تغيير طبيعة المعاملة مع القوى البشرية في هذه المنشآت وتحسين الأجور، وهذا الأمر أحدث فارقا كبيرا في تقديم الخدمة الصحية للمواطن، لأن توفير بيئة العمل المناسبة من أهم عناصر النجاح سواء للأطباء أو الصيادلة أو التمريض.
اقرأ أيضا.. إسلام عنان يوضح مستقبل البيئة الصحية في القارة الإفريقية
وأوضح راشد، أن هناك اهتمام بجانب التدريب ورفع الكفاءة للقوى البشرية مع استحداث نظام مميكن يحتوي على كل ما هو متعلق بالعمل، مشيرا إلى أن رواتب الصيادلة في الهيئة تبدأ من 11 ألف جنيه حتى 20 ألف جنيه.
وأشار إلى أن هناك عدة تحديات تواجهنا حاليا أهمها الاستدامة المالية لتغطية كافة المحافظات ومشكلة تسعير الأدوية ونقص الأطباء في بعض التخصصات بعدد من المحافظات وعدم اكتمال النظام المميكن في كل محافظات الجمهورية.
صناعة الدواء في مصر
أما الدكتور جمال الليثي رئيس غرفة صناعة الدواء، فقال إن هدفنا دائما هو توفير دوء آمن وفعال للمواطن المصري.
وأوضح الليثي، أن حجم سوق الدواء في مصر يبلغ نحو 170 مليار جنيه ويضم 170 مصنع ويعمل به نحو 2.5 مليون مواطن، واستثماراته تصل إلى 500 مليار جنيه.
وأكد أننا نمتلك إمكانيات كبيرة في التصنيع والتصدير يجب علينا استغلالها، مع ضرورة توطين صناعة الخامات الدوائية لأنها أمن قومي، مشيرا إلى أن مسألة تسعير الدواء وزيادته يجب أن تكون مناسبة لارتفاع التكلفة حتى نضمن استمرار توفير الأدوية في السوق، لأن الشركات لن تستمر في الانتاج إذا كانت التكلفة أعلى من الإيرادات والأرباح.
الذكاء الاصطناعي تحدي
وقال الدكتور رياض أرمانيوس الرئيس التنفيذي لشركة إيفا فارما، إن الذكاء الاصطناعي يمثل تحديا كبيرا لصناعة الأدوية، ولذلك لابد من الاستفادة منه وتطويع تقنياته واستخدامها في المعامل الدوائية أثناء التصنيع حتى نكون جاهزين للمستقبل.
وأكد أن مصر تمتلك صناعة دواء قوية، وهى أفضل دولة على مستوى أفريقيا في هذه الصناعة سواء في تصنيع الأدوية أو اللقاحات، ولذلك يجب علينا استغلال هذه الميزة في تطوير الصناعة وليس فقط الحفاظ عليها.
وأشار إلى أننا نحتاج إلى وضع خطط وتوقعات مستقبلية للسوق حتى نجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مع ضرورة التركيز على الابتكارات حتى نستطيع الإنتاح والتصدير وتطوير الصناعة.