الموقع الرسمي للدكتور اسلام عنان

إسلام عنان يجيب.. هل يجب أن نقلق من جدري القردة؟

قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة مصر الدولية، إنه لا داعي للقلق من ظهور فيروس جدري القردة في مصر، لأن معدلات انتشاره صعبة للغاية ولا يوجد خطر مجتمعي منه، مقارنة بفيروس كورونا.

اقرأ أيضا .. إسلام عنان يحلل السياسة الصحية في رؤية مصر 2030

إسلام عنان 

وأشار عنان، في لقاءات على قناتي سكاي نيوز عربية وإم بي سي مصر خلال شهر سبتمبر 2022، أن الأمر الذي يجب التأكيد عليه الآن، هو إزالة فكرة أن جدري القردة يصيب الشخص الشاذ جنسيًا فقط، لأنه من الممكن أن يصيب أي شخص آخر ويجب تعديل هذه الفكرة لدى المواطنين.

 

 

جدري القردة 

وأوضح أستاذ علم انتشار الأوبئة، أن مرض جدري القردة لا ينتقل من خلال القردة ولكن من خلال القوارض وبعض الحيوانات الأخرى، وسمي كذلك لأن أول مرة تم التعرف على هذا النوع من الجدري كان لقردة داخل معمل تحت الفحص.

 

وأشار إلى أن أعراض هذا المرض هى حمى شديدة وحكة شديدة وظهور حويصلات داخلها صديد، وينتقل من خلال عض حيوان لإنسان، أو من خلال إنسان لإنسان عن طريق اللعاب والرذاذ ولكن ذلك صعب، لأنه يحتاج حمل فيروسي كبير، أو من خلال الاتصال الجنسي.

اقرأ أيضا .. ماذا يعني إعلان الصحة العالمية حالة الطوارئ بسبب جدري القردة؟.. إسلام عنان يجيب

 

جائحة محتملة 

ولفت عنان، إلى أن أي مرض لكي يكون جائحة محتملة فإنه يحتاج إلى تواجد عنصرين مهمين جدًا، الأول أن سرعة انتشاره عبر الحدود تكون عالية، أي أن الشخص المصاب ينقل العدوى إلى 2 أو 3 أشخاص آخرين، مثلما حدث في وباء كورونا ولكن جدري القردة يختلف عن كورونا في ذلك.

 

وأضاف أن العنصر الثاني، هو أن معدل الوفاة يكون عالي، مشيرًا إلى أن معدل الانتشار في جدري القردة أقل من 1%، ونسب الوفاة حتى الآن أقل من 1% أيضًا، ولو كان النظام الصحي جيد في بلد ما ويستطيع معالجة المصاب بسرعة سيكون معدل الوفاة صفر.

 

 

وتابع، “بالتالي عنصري الجائحة غير موجودين في جدري القردة، ولذلك يجب أن نكون مطمئنين، كما أن هذه ليست أول موجة لهذا المرض، ففي 2009 كانت هناك موجة في السودان و2003 كانت في أمريكا، ولذلك كل عدة سنوات تظهر موجة جديدة للمرض بإصابات قليلة”.

 

يختلف عن كورونا 

وأوضح أستاذ علم انتشار الأوبئة، أن نمط جدري القردة يختلف عن فيروس كورونا، حيث إن تحور هذا المرض بطئ جدا وانتشاره وانتقاله من شخص لآخر ضعيف للغاية، لكن سرعة انتشاره من إنسان لحيوان أكبر، بينما طرق العدوى من شخص لآخر تتمثل في وجود رذاذ كبير الحجم في الجهاز التنفسي عكس ما كان يحدث في كورونا، فضلًا عن حمل فيروسي عالي أو من خلال الحويصلات المملوءة بالصديد أو الاتصال الجنسي، وبالتالي طرق العدوى صعبة مقارنة بكورونا ولذلك إمكانية تحوله إلى وباء عالمي أو جائحة ضعيفة.

 

وأشار إلى أنه منذ عام 1980 اختفى الجدري على مستوى العالم، والآن موجود الجديري المائي، لكن تطعيمات الجدري مفيدة عند الإصابة بجدري القردة وفاعليتها 85%.

 

علاج جدري القردة 

وأكد عنان، أن علاج جدري القردة يستغرف من 4 إلى 6 أسابيع، كما أن مضادات الفيروسات العادية ناجحة مع هذا المرض مع معالجة الأعراض الأخرى الظاهرة، ولذلك فإنه لا داعي من القلق بشأنه، لأن اللقاح الخاص بالمرض موجود ومتوافر ولكن فرص استخدامه قليلة.

 

وعن سبب الخوف من جدري القردة، قال إن نسبة كبيرة منه تعود إلى فيروس كورونا، فرغم انتشاره في 2003 و2009 في أمريكا والسودان، إلا أنه لم تكن هناك تغطية إعلامية كبيرة له، ولذلك تسليط الضوء عليه الآن يرجع الفضل فيه إلى كورونا، كما أن فكرة التخوف من انتقال فيروس من الحيوانات إلى الإنسان بدأت تسيطر أكثر مواقع التواصل الاجتماعي والمواطنين، ونتمنى أن ينعكس ذلك بشكل أكبر على البحث العلمي في مجال الأوبئة.

قد يعجبك ايضا