إسلام عنان: تجديد حصول مصر على شهادة الخلو من الملاريا والحصبة وشلل الأطفال إنجاز يستحق الاحتفال
قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إن حصول مصر على تجديد الإشهاد الدولي من منظمة الصحة العالمية بخلوها من أمراض الملاريا والحصبة والحصبة الألمانية وشلل الأطفال، إنجاز يستحق الاحتفال.
اقر أيضا.. إسلام عنان: الأمراض غير السارية أصبحت السبب الأول للوفاة بالشرق الأوسط
إسلام عنان
أضاف عنان، أن ذلك يأتي في ظل الانتشار المتزايد للأوبئة والملاريا على وجه الخصوص على مستوى العالم بسبب التغير المناخي.
وأوضح إسلام عنان، أن الملاريا تقتل حوالي ١٣٠٠ طفل يومياً في أفريقيا، بإجمالي ٥٠٠ إلى ٦٠٠ ألف وفاة سنوياً، أي أكثر من وفيات كوفيد، ومع ذلك حتى 2021 لم هناك لقاح فعال للملاريا.
وأشار إلى أن درجة حرارة الأرض زادت ١ درجة، ومستوى المياه ارتفع ٢ ملم، والكتل الجليدية قلت ٣٪، وكل ذلك ساهم في انتشار الناموس الذي ينقل الملاريا وأمراض أخرى في مناطق جديدة مثل كندا وأوروبا.
وتابع، “بسبب التغير المناخي، منظمة الصحة العالمية تتوقع زيادة إصابات الملاريا بنسبة ١٤٪ بحلول ٢٠٥٠”.
ولفت إلى أنه في سنة ٢٠٢١ تم تطوير أول لقاح للملاريا (RTS,S) بنسبة فاعلية ٥٦٪، لكن كان صعب تصنيعه، وفي ٢٠٢٣، وافقت منظمة الصحة العالمية على لقاح جديد اسمه R21 من جامعة أوكسفورد بفاعلية ٧٥٪، وسعره بين ٢ إلى ٤ دولار فقط، وبتكنولوجيا بسيطة تتيح إنتاج ١٠٠ مليون جرعة سنوياً، وبدأ تسجيله في غانا وبوركينا فاسو ونيجيريا، ومن المتوقع انتشاره على نطاق واسع في أفريقيا.
لقاح الملاريا
وتابع، “لكن في ٢٠٢٥ نستطيع القول أن التصنيع وسلاسل الإمداد بطيئة للغاية، وكل ذلك يجعلنا نعيد النظر في تعاملنا مع الأوبئة، وخصوصاً التي ترتبط بالفقر والصراعات مثل الكوليرا، التي تنتشر بعد الأمطار والفيضانات، وموجود لها لقاحات لكنها غير متوفرة في مناطق النزاع”.
وأكد عنان، أن العلاقة بين التغير المناخي وانتشار الأوبئة خطيرة، حيث ظهرت 9 أمراض جديدة معدية ينقلها الناموس في أمريكا، واحتمال زيادة الملاريا بنسبة ٦٦٪ بسبب تمدد فصول الحرارة.
كما أن الطاعون، وفيروسات جديدة مثل AlaskaPox، وعدوى السلامونيلا، كلها مرتبطة بتغير المناخ، بالإضافة إلى أن التصحر، وإزالة الغابات، وأكل الحيوانات البرية، وانتقال الحيوانات للمناطق السكنية، كلها عوامل تزيد احتمالية انتشار فيروسات جديدة.
الاستثمار في الوقاية
وأشار إلى أننا في مصر والدول العربية، يجب أن نستفيد من هذه الدروس ونستثمر أكثر في الوقاية واللقاحات، ونخطط لمواجهة الأمراض المرتبطة بالتغير المناخي، ونحافظ على الإنجازات كما فعلنا مع الملاريا، ونمنع عودة الأمراض المنقرضة.
ووجه إسلام عنان، التحية لكل الباحثين والأطباء ووزارة الصحة المصرية وخاصة الطب الوقائي والصحة العامة التي ساهمت في هذا الإنجاز.