إسلام عنان: انتشار إصابات فيروس الكبد الوبائي في غزة كارثة جديدة في القطاع

قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الوبائيات بجامعة مصر الدولية، إن ما يحدث في المنظومة الصحية داخل قطاع غزة هو كارثة صحية تهدد السكان.

اقرأ أيضا.. إسلام عنان يوضح أضرار استخدام الموبايل قبل النوم مباشرة

إسلام عنان

وأضاف عنان، في تصريحات لجريدة “المصري اليوم“، أن ذلك يأتي نظرا لما حدث للمستشفيات من تدمير وفقدان المبادئ الأساسية للحفاظ على النظام الصحي، ومنها المستشفيات وأدوات العلاج والتشخيص، وأيضا الأدوية غير المتوفرة، كما فقدت غزة عدد كبير من أطبائها، مؤكدا أن غزة تفتقد الآن كل السبل الرعاية الصحية.

وأوضح إسلام عنان، أن الرقم المعلن عنه حتى الآن بخصوص إصابات التهابات الكبد الوبائي A والمقدرة بنحو 8 آلاف إصابة بينهم 6723 إصابة لأطفال، ليس صحيحًا، وهو أقل بكثير من العدد الحقيقي، في ظل عدم وجود وسائل رصد حقيقية، مشيراً إلى أن انتشار فيروس الكبد الوبائي يأتي نتيجة عدة أسباب أهمها المياه غير صالحة الاستخدام والملوثة، وعدم وجود بيئة صحية، وأيضا طعام غير صالح للتناول.

مرض خطير 

وأكد عنان، أن الفيروس المنتشر بين النازحين من سكان غزة هو مرض خطير ومعدي وينتقل سريعاً، وإذا أصيب به أحد أفراد العائلة فسوف ينتقل إلى باقي الأفراد، لافتا إلى أن فترة حضانته التي ينتقل منها لجسم آخر هى أسبوعين.

وأشار إسلام عنان، إلى أن طرق العلاج العلمية الصحيحة قد لا تكون منطقية الآن بالنسبة لما يعانيه سكان القطاع والنازحين، فالمياه النظيفة والغذاء الجيد هما الحل لوقف انتشار هذا الفيروس وانتقال العدوى، ولكن إذا ظهر على أي شخص أعراض المرض يتم عزله فوراً، مؤكداً أنه لا بديل عن الحل العلمي سوى وقف الحرب ودخول المساعدات في أسرع وقت.

إدخال المساعدات 

ولفت إلى أن إدخال المساعدات مهمة لتوفر أدوية ولقاحات للحد من انتشار الفيروس، مشيراً إلى أنه ليس مرضاً مميتاً إذا تم علاجه وتلقي الجرعات الخاصة به، ولكنه معدي وسريع الانتشار، محذرا من انتشار أمراض أخرى في المناطق التي بها نزاعات وتكدس، مثل الكوليرا والجدير المائي وأمراض سوء التغذية التي تصيب الأطفال بشكل خاص، ويترتب على ذلك كله انتشار شلل الأطفال إذا لم يتم أخذ اللقاحات.

اقرأ أيضا.. إسلام عنان يلقي تقرير السياسة الصحية والاقتصادية 2023 للمبادرة الرئاسية لصحة المرأة

كانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أعلنت أن هناك نحو 8 آلاف إصابة بعدوى التهابات الكبد الوبائي “A”، بينهم 6723 إصابة لأطفال، وذلك نتيجة الاكتظاظ وتدني مستويات النظافة، والمياه غير الصالحة للشرب في أماكن النزوح، وتوقعت الوزارة أن تكون أعداد الإصابة بعدوى التهابات الكبد الوبائي مضاعفة في أماكن النزوح المختلفة في غزة.

تفشي الأمراض في غزة 

يذكر أن مؤسسات دولية وإغاثية قد حذرت سابقاً من تفشي الأمراض في غزة جراء الظروف المعيشية التي فرضتها حرب إسرائيل على القطاع، وسط تعمد الاحتلال تدمير المنظومة الصحية في غزة، وأكدت منظمة الصحة العالمية أن العدد المحتمل للضحايا الذين سيموتون جراء المرض والمجاعة في الأشهر المقبلة يمكن أن يتجاوز عدد الأشخاص الذين قتلوا في الحرب حتى الآن.

وحذرت الأمم المتحدة من أن هناك مجاعة تلوح في الأفق داخل قطاع غزة، وحتى الآن لا تزال القيود الإسرائيلية المشددة تعيق دخول المساعدات إلى غزة، وإجراء عمليات تفتيش طويلة تستغرق أسابيع، ووجود العديد من المشكلات اللوجيستية التي يلزمها نقل البضائع من الشاحنات المصرية في معبر رفح إلى شاحنات فلسطينية تعاني نقص الوقود.