لماذا تنتشر الأمراض الموسمية في الشتاء وكيف نحمي أنفسنا منها؟
قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة مصر الدولية، إنه عادة ما تنتشر الأمراض الموسمية ومعظمها يكون فيروسي في فصل الشتاء.
اقرأ أيضا .. إسلام عنان: كورونا لم تنته ولهذا السبب إصابات الفيروس المخلوي مرتفعة
إسلام عنان
وأضاف عنان، خلال لقاء على قناة CNBC عربية، إن هذا العام لاحظنا زيادة الإصابات بالفيروس المخلوي التنفسي بشكل غير معتاد بالإضافة إلى تحورات كورونا والأنفلونزا، مشيرًا إلى أنه لا يجب أن نغفل كورونا لأنه لازال موجودا وهناك موجة قوية حاليا، ولكن ليست بشراسة أعلى لأن متحور أوميكرون أقل في تسببه للوفيات أو النقل للمستشفيات.
وأوضح إسلام عنان، أنه أصبح من الصعب تشخيص الأمراض بشكل دقيق في الشتاء لأن أعراضها متشابهة جدا، لكن الوقاية خير من العلاج وخاصة مع عدوى الأمراض الفيروسية، لأن طرق الوقاية الخاصة بها تقريبا واحدة.
وأشار إلى أن أهمها عدم اختلاط شخص مصاب بشخص سليم، وبالتالي نحتاج إلى نشر ثقافة الصحة العامة من خلال ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة والمواصلات العامة والجامعات، بالإضافة إلى غسل الأيدي باستمرار في الشتاء، مع تحسين المناعة عند الأطفال عن طريق النوم والأكل الجيد والرياضة والفيتامينات.
زيارة الطبيب
وفيما يتعلق بالتوقيت المناسب الذي يجب أن نزور فيه الطبيب، قال إسلام عنان، إن زيارة الطبيب تتوقف على عدة عوامل منها ظهور الأعراض على الأشخاص المصابين، ولكن بسبب قلة أعداد المراكز الطبية في الشرق الأوسط، فمن الممكن أن نتعامل مع الأعراض البسيطة المعتادة عن طريق الحصول على بعض الأدوية التي يتم صرفها بدون روشتة من الصيدلية، أما الأعراض إذا كانت قوية ومستمرة فلابد من الذهاب إلى الطبيب.
اقرأ أيضا .. هل الأعشاب ليس لها أضرار على الصحة؟.. إسلام عنان يجيب
وحول لقاح الأنفلونزا الموسمية، أكد عنان، أنه مهم جدا لأنه يقلل فرص تفاقم الأعراض كما أنه يمنع ظهور الأعراض بنسبة 50%، وهناك فئات مهمة لابد أن يحصلوا عليه مثل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والمناعية بالإضافة إلى الكوادر الطبية.
المضادات الحيوية
أما عن تناول المضادات الحيوية بدون داعي، فقال إنه خطر جدا على الصحة، وهناك مليون شخص يموتون كل عام بسبب مقاومة المضادات البكتيرية نتيجة الافراط في استخدام المضادات الحيوية، كما أن المضادات الحيوية لا يتم الحصول عليها إلا بناء على تعليمات الطبيب.
وحتى يصل الإنسان إلى مناعة متوازنة فإنه يحتاج إلى تناول الأكل الصحي وتكون ألوان الطعام مختلفة، إضافة إلى عدم الاعتماد على الأكل المعبأ والمسبك، مع ضرورة تناول الفاكهة والخضراوات وعدم الأكل قبل النوم مباشرة، مع ممارسة الرياضة ومنع التدخين.
الأعشاب ضارة أم نافعة
كما أن مقولة الأعشاب إذا لم تنفع لن تضر، فإنها خاطئة لأن الأعشاب كالأدوية يجب الحصول عليها بكميات معينة وتكون مصرح بها من الجهات المعنية في كل دولة، ومعروف الجرعات والمكونات الخاصة بها، أما العلاج بالأعشاب من العطار أو الطب البديل فهو خطأ كبير.
وأشار إسلام عنان، إلى أنه إذا كانت جرعة المضادات الحيوية أو الأدوية التي كتبها الطبيب لمدة 5 أيام، والمريض شعر بتحسن بعد 3 أيام وتوقف عن تناول الدواء فإن البكتريا التي نعالجها سوف تقوى ولن تضعف، وبالتالي تعود الأعراض للمريض مرة أخرى فيما بعد، كما ينتج عن ذلك مقاومة بكتيرية في الجسم في المستقبل، أي أنه كلما حصلت على مضاد حيوي في مرات قادمة لن يؤثر على البكتريا ولن يكون مفيدا للمريض لأنه يقلل نجاعة المضاد الحيوي، ولذلك من المهم استكمال مدة العلاج كاملة.
أما المناعة القادمة من التعافي فهى المناعة التي يحصل عليها الشخص بعد إصابته بمرض ما وتصل مدتها إلى ما بين شهر وشهرين، لا تتم إصابته فيها بنفس المرض، ولكن إذا أصيب بالمرض خلال هذه المدة فإنه يجب عليه الذهاب للطبيب ومعرفة السبب.