د. إسلام عنان يكتب: الطريق إلى إمداد وسائل الحياة لغزة
أدى العدوان الغاشم المستمر على غزة إلى تدهور البنية التحتية الصحية، مما حدّ من إمكانية الوصول إلى الرعاية والإمدادات الطبية الأساسية، ويجب الوصول لآلية مستدامة لإرسال مساعدات طبية مستمرة بهدف معالجة النقص الحاد فى الإمدادات والخدمات الطبية.
وتعتبر هذه المساعدات ضرورية لمنع تفشى الأمراض وعلاج الإصابات وإدارة الحالات المزمنة وإنقاذ الأرواح وتوفير الإغاثة لأهلنا المتضررين فى القطاع، وتحقيق استقرار نظام الرعاية الصحية فى المنطقة.
اقرأ أيضا.. إسلام عنان: هذه الأمراض تهدد أهالي غزة بسبب الحصار ونقص الماء والتلوث
إسلام عنان
إن توفير المساعدات الطبية فى مناطق النزاع ليس التزامًا إنسانيًا فحسب، بل هو أيضًا إجراء استباقى لمنع المزيد من زعزعة استقرار القطاع الصحى فى المنطقة بأكملها.
وتشير التقارير إلى نقص حاد فى الإمدادات الطبية فى غزة بما فيها الاحتياجات الرئيسية التى يجب توفرها مثل:
– أكياس الدم: وهى ضرورية للعمليات الجراحية الطارئة وعلاج المصابين وحاليًّا بنك الدم والهلال الأحمر لديهما مخزون جيد وصالح للإمداد بعد نجاح حملة التبرع بالدم فى مصر التى تعتبر أكبر حملة تبرع بالدم لفلسطين حتى تاريخه ويجب الاستمرار فى الحملة حتى ينتهى العدوان والقصف العشوائى للمدنيين.
– الأدوية الأساسية للطوارئ، حيث إن هناك نقصًا فى المضادات الحيوية ومسكنات الألم وأدوية التخدير.
– أدوية الأمراض المزمنة: للمرضى الذين يعانون من مرض السكرى وارتفاع ضغط الدم والحالات المزمنة الأخرى، حيث إن مخزون الدواء لا يكفى الاحتياجات حاليًّا، حيث يتعرض ما يقدر بنحو 40 ألف مريض بأمراض مزمنة حاليًا للخطر بسبب نقص الأدوية.
– أدوية مرض السرطان، حيث يوجد ٥٠ ألف مريض سرطان فى قطاع غزة ولا توجد أدوية كافية.
– مستلزمات جراحية لعلاج الإصابات وإجراء العمليات الجراحية المنقذة للحياة، حيث يوجد نقص فى المستلزمات الجراحية وأدوات التعقيم.
– اللقاحات لمنع تفشى الأمراض التى يمكن الوقاية منها باللقاحات مثل شلل الأطفال والجدرى المائى.
اقرأ أيضا.. إسلام عنان يوضح طرق الحفاظ على المناعة والوقاية من الأمراض الموسمية عند دخول الشتاء
– أدوية ومستلزمات الحروق بسبب القصف المستمر وأيضًا تصريح وزارة الصحة الفلسطينية باستخدام قوات الاحتلال لمواد كيماوية محرمة دوليًّا مثل الفوسفور الأبيض- محاليل معالجة الجفاف وأدوية الدوسنتاريا والإسهال للأطفال الناتج عن نقص الغذاء والمياه النظيفة.
– أجهزة غسيل كلوى بروتونى لمرضى الفشل الكلوى الذين يحتاجون لثلاث جلسات أسبوعيًّا.
– مولدات كهرباء، حيث إن ٧٠٪ من مستشفيات القطاع خرجت عن الخدمة، وفى حال انقطاع الكهرباء سيتسبب ذلك فى وفاة من يعتمدون على الكهرباء فى الإعاشة والعناية المركزة مثل حضانات الأطفال.
– ما يلزم لإجراء ولادات قيصرية وطبيعية (يوجد حاليًّا ٥٠ ألف امرأة حامل بدون وجود بيئة صحية للولادة).
– أدوات وفلاتر تنقية المياه مثلما تستخدمه حاليًّا منظمة الصحة من فلاتر سريعة وطرق بيولوجية لتنقية المياه فى المناطق المنكوبة فى إفريقيا.
وبالطبع النقاط السابقة ضرورية ولكن التقييم النهائى للاحتياجات سوف تحدده الجهات الصحية فى غزة.
وصول المساعدات ضروري
إن وصول المساعدات ضرورى لتفادى خطر انتشار الأمراض المعدية بسبب الاكتظاظ وسوء الصرف الصحى وضعف مراقبة الرعاية الصحية، ويشكل تفشى الكوليرا والحصبة وشلل الأطفال تهديدات خطيرة؛ لذلك حملة التطعيم الاستراتيجية ومراقبة الأمراض جزء لا يتجزأ من خطة الإغاثة، بالإضافة إلى ذلك، يعد توفير استمرارية الرعاية للأمراض المزمنة أمرًا ضروريًا لمنع المضاعفات والوفيات.
التحديات والاعتبارات:
ويواجه تقديم المساعدات الطبية فى غزة تحديات لوجستية بسبب القصف العشوائى الذى طال الآن أكثر من 100 طبيب و25 سيارة إسعاف والبنية التحتية المتضررة، وتقييد الوصول إلى مناطق معينة. وهذا ما تنسقه وتسعى إليه جمهورية مصر العربية للوصول إلى آلية تنسيق قوية مع السلطات المحلية والوكالات الدولية للتغلب على هذه التحديات، علاوة على ذلك، يجب تطوير بروتوكولات سلامة لحماية عمال الإغاثة والمستفيدين.
وفى ظل نقص الإمداد يفضل أن يتم تسليم المساعدات الطبية على مراحل مع إعطاء الأولوية للمناطق ذات الاحتياجات الأكثر إلحاحًا إلى أن يصل حجم ناقلات الإغاثة إلى 100 سيارة على الأقل كما قدرت التقارير، مما يتطلب وضع خطة تشغيلية تفصيلية لتأمين الممرات وطرق النقل الآمنة وإشراك مقدمى الرعاية الصحية المحليين والمتطوعين والتقييم المستمر للتكيف مع الاحتياجات والظروف المتغيرة.
الاستدامة وإعادة بناء القدرات الصحية:
من هنا يجب أن يكون الهدف هو التأكد من أن مبادرة المساعدات الطبية تساعد أيضًا فى إعادة بناء النظام الصحى المحلى فى غزة وتعزيزه بما فى ذلك تدريب الطاقم الطبى المحلى، ودعم إصلاح المرافق الطبية، وتزويدها بالأدوات اللازمة لتحقيق الاكتفاء الذاتى.