إسلام عنان يكشف شرط تعريب علوم الطب والصيدلة في مصر
تساءل الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، عن الهدف من تعريب علوم الطب والصيدلة؟، مشيرا إلى أنه إذا كان الهدف هو الاعتزاز باللغة العربية فلماذا البداية بالطب والصيدلة؟.
اقرأ أيضا.. إسلام عنان: مليون حالة وفاة خلال 2023 بسبب شراء الأدوية أون لاين
إسلام عنان
وأضاف عنان، في تصريحات لمجلة المصور، أنه من الممكن أن تكون البداية بتعريب كل مجالات الحياة فى التعامل وهل سيكون هناك تعريب لباقى العلوم كالهندسة والكيمياء والفيزياء؟.
وتابع، “بالنسبة لما تردد على السوشيال ميديا أن الدول تدرس بلغتها، فإذا نظرنا للدول الأوروبية على سبيل المثال، الشرح يكون بلغة البلد لكن المصطلحات كلها لاتينى”.
تعريب العلوم الطبية
وأكمل، “أنا لا أعترض على هذا القرار لو أنه صاحبه تطور فى البحث العلمى، فمعظم الأبحاث على مستوى اللغة الإنجليزية، لذا نحن فى حاجة لطالب متفوق فى اللغة الإنجليزية حتى يكون باحثا وليس طبيبا فقط، فيوميا تنشر أوراق بحثية جديدة، وإذا كان لا يجيد اللغة الانجليزية ولا يعرف المصطلحات اللاتينية وينتظر ترجمتها، فهذا يستغرق وقتا ويتبعه تأخر علمى للطالب فى التحصيل مقارنة بباقى الطلبة أو الباحثين فى دول أخرى، أيضا فى محركات البحث باللغة العربية لا تعطى الأبحاث مثل البحث باللغة الإنجليزية، وبالتالى تظهر نتائج بحث قليلة جدا ومصادر قليلة، أيضا لو كان هدف التعريب يتعلق بالبحث العلمى فيجب أولا أن يكون لى دور فى البحث وتفرد معين فى المنظومة البحثية، أيضا فى حالة الرغبة فى الحصول على الماجستير والدكتوراه فى أماكن بها تخصصات متقدمة أو نادرة، فكل من الأطباء المصريين الذين سافروا وحققوا نجاحا فى تخصصهم، عندما سافروا كان لديهم القاعدة للقدرة على التعلم بهذه الدول لأن لديهم اللغة ولديهم المصطلحات، وبالتالى فى حالة التعريب سيواجه الأطباء والباحثون مشكلة كبيرة فى التحصيل”.
وأشار إلى أنه إذا أردت التعريب فهذا يعنى أن لدى منظومة فى البحث العلمى والطب قوية جدا لدرجة عدم الحاجة لتسفيرهم للخارج، وعدم الحاجة لاستقاء العلم منهم وأن أكون مصدرا للبحث العلمى ومطورا للبحث العلمى، مثل الصين لديهم تفرد وخصوصية فى العلم فالصين يعتمدون على اللغة الصينية واللاتينية، فالصين لديهم تفرد وفرضوا لغتهم، فنجد كثيرين من الأوروبيين والأمريكان يدرسون اللغة الصينية كلغة ثانية، وهذه الفكرة منْ يقود العلم يفرض اللغة.
شرط تعريب علوم الطب والصيدلة
وأضح إسلام عنان، أنه لا بد أولا من توضيح الهدف من التعريب، أيضا لا بد من وجود تقدم ملحوظ فى المنظومة البحثية والطبية يدا بيد أثناء التعريب، أيضا لا بد من مراحل بحيث تكون المصطلحات لاتينى وعربى لعدد سنوات معين بحيث على مدى 20 سنة مثلا يكون خلالها حدث تطور فى البحث العلمى، وكذلك حل مشكلة محركات البحث ومعوقات سفر دراسة الباحثين بالخارج بلغة مختلفة، أيضا فى الجامعات يتم الاعتماد فى الشرح على الكتاب المنهجى، وبالتالى فى حال حدوث تحديث به عالمى لكى يتم الترجمة والحصول على الموافقات المطلوبة سيستغرق ذلك وقتا وسنتأخر عن العالم، ولو تم حل كل هذه المعوقات فسيكون من المقبول وضع خطة على مدى زمنى عشرين سنة وبعدها نكون أقوى دولة فى البحث العلمى، أقوى دولة فى الطب وكلها معربة.
وتابع عنان، “لو رجعنا لعصر النهضة العربية، فقد تم ترجمة الكتب من اليونانية إلى العربية، ودارسو الطب درسوه باليونانية، ودرسوا فى اليونان وبالتالى من يقود العلم يقود اللغة، وبعد ذلك عادوا للبلاد العربية وطوروا العلوم وكان العرب فى ذلك الوقت الأقوى فى الطب والصيدلة والكيمياء على مستوى العالم، وكانت أوروبا هى التى تتعلم العربية لدراسة الطب والصيدلة بالعربى، ثم ترجموها إلى اللاتينية وطوروها وأصبح اللاتينى هو الذى يقود، وبعد ذلك بدأنا نأخذ منهم، وبالتالى الهدف والشرط التاريخى هو أن نُطور أولا ثم التغيير ولكن ليس فقط التغيير دون تطوير”.