إسلام عنان يجيب.. ماذا لو لم تنفذ مصر المبادرات الرئاسية الصحية؟
قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة مصر الدولية، إن مصر أنفقت مليارات الجنيهات على المبادرات الرئاسية الصحية.
اقرأ أيضا .. إسلام عنان يحلل السياسة الصحية في رؤية مصر 2030
إسلام عنان
وأضاف عنان، خلال لقاء على قناة إكسترا نيوز، يوم 15 سبتمبر 2022، أن الأهم من الإنفاق هو العائد الاقتصادي من هذه المليارات، مشيرًا إلى أن كل جنيه تم صرفه كان له عائد اقتصادي استثماري 3.5 جنيهات، لأننا لو لم ننفق هذه الأموال، فإن تفاقم الأعراض يجعل الدولة تتحمل مليارات أكبر في علاج تداعيات عدم اكتشاف المرض.
المردود الإكلينيكي والاقتصادي
وأوضح أستاذ اقتصاديات الصحة، أنه قبل كل مبادرة يتم حساب المردود الإكلينيكي والاقتصادي والاجتماعي لها، أما المردود الإكلينيكي فهو تحسين الوضع الصحي، والمردود الاقتصادي هو حساب الأموال التي يتم توفيرها في المستقبل نتيجة هذه المبادرة، والمردود الاجتماعي يتمثل في تحسين صحة الأسرة.
وأشار إسلام عنان، إلى أن مبادرة فيروس سي كانت من أهم المبادرات الرئاسية، بسبب مشكلتنا الكبيرة مع هذا المرض، لأنه مرض صامت ويتم اكتشافه فجأة، ووقتها تكون الحالة أصعب وتداعيات المرض أكبر، فضلا عن أن 25% من مرضى سرطان الكبد، حالات مصابة أساسا بفيروس سي.
اقرأ أيضا .. جدري القردة.. ما هو وهل حقا الوباء العالمي القادم؟
مسح 50 مليون مواطن
وتابع، “حتى يتم حل المشكلة من جذورها كان لابد من تنظيم حملة مسح للمصريين، وبالفعل وضعت خطة لمسح 50 مليون مواطن، وهذا العدد جعل المبادرة أكبر وأوسع مبادرة مسح على مر التاريخ للصحة، لأنه لا توجد أي دولة أو قطاع صحي في العالم استطاع مسح 50 مليون مواطن”.
ولفت إلى أنه من ضمن الـ50 مليون مواطن استطعنا اكتشاف 1.5 مليون مواطن يحتاجون إلى العلاج، وكان من الصعب عليهم اكتشاف ذلك، إذا لم يتم المسح، كما تم علاجهم بنسبة شفاء 99%، مؤكدا أن المبالغ التي وفرتها المبادرات الرئاسية بشكل عام وليس فيروس سي فقط ضخمة وتقدر بالمليارات.
مبادرة فيروس سي
وأضاف، “من المفترض أنه كل عام نتوقع 250 ألف مريض جديد بفيروس سي، لكن بعد المبادرة انخفضت العدوى وبالتالي انخفاض عدد الحالات الجديدة المكتشفة”، كما أن إنتاجية الشخص المصاب بالفيروس كانت تضعف تدريجيا، وبالتالي تؤثر على الناتج القومي للبلد، ولذلك تحسين صحة المواطنين وعلاج المصابين مبكرا ومنع الإصابات الجديدة ساهم في نمو الاقتصاد القومي والإنتاج.